صدق.......... الوعد

زحام المهند حولي يرقد
ولمع البيض بصدري يغردُ
ورقص النبال حولي صارخا
وسخط الجرح بقلبي يرعدُ
ففخري يا رماح الذل أنني
قسوة طعنك للناس أسردُ
لعمري لم أرى قبلها حسنا
ولن أرى حسنا بعدها يسودُ
ولذة ثغرها لم أشهد أبداً
أقول شهدا! على شفاهِ يميدُ
ونضرة عينها أساطير شرق
وحمرة خدها خمرٌ وعناقيدُ
هممت لأدخل واخلد قلبها
بنيت قلعة متينة الصمودُ
فلم أعلم أني ابني قصرا
خيم فيه السكون والركودُ
يا ويحي صدق الوعد مكانه
قلبا هشا كثير التجاعيدُ
بهمسي تهيج الجبال ذعرا
بصرخِ تطير من حولي تناهيدُ
فكيف ببسمة شفاهك أهزم
وأنا لشفاه العذارى أسيدُ
فكم من قبلك هزمت عذرا
وكم من بعدك أطلت الشرودُ
وكم فارسا أبيّ غار قبلي
وكم حازم بعدي بات شهيدُ
كنت فارسا على صهوة خيل
أثور وأغور وأكسب وأعودُ
فما الآن أنا غير حارسا
لغبار ذكرتا وهجر الوعودُ
فأخط كل يوم بقلمي ذكرى
وكنت أخط بسيفِ كل من يقودُ
فكان حبر سيفِ يكتب فخرا
على جبين الزمن والعقودُ
هذا صخرا ولن يهزم أبدا
هذا مغوار وبطل وجلمودُ
فما يكتب الزمان الآن عني
غير عاشق مهزوم منكودُ
يخط بين الجبال هاربا
غدر الزمان وصدى الأناشيدُ
فها هي الأيام تروي قصتي
وأنا أسطر حزن الأقاصيدُ
Sad North