الأم من رواية أحدب نوتردام

ليس هناك أدعى الضحك من الأفكار التي تستيقظ عند الأم ، و قد وقع نظرها على حذاء طفلها الصغير . و لا سيما إذا كان حذاء عيد ، الحذاء المطرز ، و الذي لم يخط به الطفل بعد خطوة واحدة ، في هذا الحذاء كثير من الجمال و العضر و هو عاجز عن السير إلا في نظر الأم التي تجد فيه قدم طفلها . إنها تضحك له و تقبله و تتحدث معه ، إنها تتساءل عما إذا كان في الإمكان حقاً أن تكون قدم بمثل هذا العضر اللطيف . و هي تعتقد أنها تراه.. كاملاً ، حياً .. مرحاً .. فإذا كان الشتاء ، فهو هنا ، يزحف فوق البساط ، و يتسلق مقعداً منخفضاً في جهد بالغ .. و إذا كان الصيف يحمل نفسه إلى الحديقة . ينتزع العشب و يتطلع إلى الكلاب و الخيول الكبيرة ، دون خوف أو وجل ، ينتهره الجنائني إن رآه فوق المماشي أو الردهات . كل شيء يضحك و يلمع ، و كل شيء يلعب مثله من حوله ، حتى أن أنفاس الهواء و أشعة الشمس تتزاحم في حلقات شعره الطائشة .
أما حين يضيع الطفل نهائياً ، فإن هذه الآلاف من صور الفرح ، و الجمال ، و الحنان ، التي تتجمع حول الحذاء الصغير تصبح أشياء رهيبة مخيفة . و يصبح الحذاء المطرز الجميل آلة تعذيب تسحق قلب الأم أبداً ..



(فيكتور هيغو)











مع محبتي...

نقل موفق قمر جميل ما قرأت على صفحتك وما نقلته لنا أناملك أرجو المزيد من هذه الكتابات الرائعة

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

يسلمووووووووووووووووووو كتير حلوين

نقل موفق و مميز
ارجو ان تغني المنتدى بالكثير مما يثير اهتمامك ويثري ثقافتنا شكررااا لكي قمر الحياة

أصدقائي :
ياسمين ، بنسيانا ، moonbeam ، syrian_girl

شكراً لمروركم الجميل الذي يدل على حسن تذوقكم الأدبي











مع محبتي...